(قصة فايروس كورونا العالمي)
فايروس كوفيد ١٩ عاصف شجاع ، قوي ، لا يعرف الحدود ولا المسافات ،اخترق وعبر القارات بسرعة دون أن يراه أحد ، إذ أنه لايُرى بالعين المجردة ، ينتشر فيصيب ويقتل بهدوء ، متحدياً بذكائه اعتى تكنولوجيا البشر ، البشر الذي أصابهم بذهول وأجبرهم على المكوث في منازلهم وأماكنهم ، علمهم الصبر ، والاقتصاد والنظام والترتيب والطاعة ؛وقاية وخوفاً واحترازاً ، وحّد بين الأمم لمواجهته والقضاء عليه ،فرض عليهم ثقافة التباعد والتقارب الاجتماعي الإيجابي منها والسلبي ،وغيّر بعض عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم ، سمح للإعتقادات على اختلاف الأديان بالابتعاد الظاهري غير الصحي وأكد بل فرض بقوة الحق والحقيقة ، توحّد معظم القلوب من في  الأرض بالتوجه للإيمان بالله الخالق العظيم للكون وما ومن فيه ،والرجاء بإنقاذ الأرض ومن عليها ، وتخلّص الكون من التلوث البيئي بكل أشكاله ،كما فرض عليهم النظافة ، والانتباه لأخذ الحيطة والحذر ،والاستغناء عن الرفاهية  ، بأن أقنعهم بالحاجات الأساسية للحياة وجعل هذه الرفاهية عندما تأتي على بالهم ، تكون لا قيمة لها بل كانت وبال وثقل على كاهل الإنسان ،كالمحافظة على حب الامتلاك لحاجات غير أساسية ، والسباق المحموم على التنافس والتملق والنفاق الاجتماعي في مناسبات متنوعة ، والافتخار والتكبر والغرور 
وكل القيم والسلوكيات التي تربط الإنسان بالأرض 
كما أظهر التسابق في الإبداع البشري الذاتي 
إلى جانب التلاعب  بطاقة الإنسان الحيوية ، بين الارتفاع والانخفاض والتوازن الطبيعي وغير الطبيعي . كما قام هذا الڤيروس بتغيير طاقة معظم البشر نحو الوعي ؛تجاه الغذاء ، الاقتصاد والالتفات لقيمة الذات ؛ حيث لزم الإنسان معظم الوقت بيت قلبه ، روحه ،نفسه وجسده ، وتفقّد ذاته واكتشف قدراته ، وإمكاناته  و عواطفه وكيفية إدارة الأزمات والضغوطات النفسية والتحكم بتوجيهها . استطاع كبح هجوم المشاعر المريضة المسببة للأمراض المعنوية والجسدية ، لأنه التف حول إدارة ذاته بشكل دقيق
هذه القصة من قصص الكوارث والأزمات القاتلة المغيرة بشكل عاصف طاقة الأرض وما فيها ومن عليها ، تأتي بعد أن تأنّ الأرض مما ينويه الإنسان ومايقوم به من تدمير للبيئة التي خرقت طبقة الأوزون وهو درع الأرض الواقي ، خرقه الإنسان بعلمه وجهله وبتكبره وجبروته ونسيان أو تناسي أو ابتعاده عن خالق 
الكون العظيم  بقصد أو بانشغال 



هذه القصة العاصفة شديدة الوطئة وأمثالها عِبرة للأجيال وقد تكون لكل جيل آفة تعلم وتوجّه وتعدل القيم في النفوس 
لأن الإنسان مسؤول عن نفسه وما يفعله ويفكر ويشعر به. أما الله سبحانه فهو يبث الروح فيه ، ويكون معه بالتوجيه الإلهي غير المباشر عن طريق بعض مواقف الحياة وأحداثها سلباً بالنسبة للإنسان نفسه أو إيجاباً
(قال تعالى: فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )



د. مريم عبداللطيف الرجيب 
دكتوراه بعلوم الطاقة ، باحثة في كل مايتعلق بتنمية الذات الإنسانية 
منذ عام ١٩٩٥
من لغة الجسد ودلالة خط اليد ، القراءة التصويرية، العلاج بخط الزمن ، وغيرها 
مدربة في فن إعادة برمجة الذات 
ومعالجة بالثيتا هيلنغ وبالتوجيه الشخصي الكوتشينج 
مؤلفة 
شهادة جامعية باللغة العربية والتربية


لدي ترخيص لشركة للإستشارات التربوية والتنمية الذاتي

جميع المقالات حصرياً علي موقع مجلتي