أنت كون صغير 
دواءك فيك وماتبصر ، وداؤك منك وماتشعر ، وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
            (الإمام علي كرّم الله وجهه)
نعم الحياة بالنسبة لك هي حياتك أنت ،فأنت ترى نفسك قبل أن ترى الآخرين ، تحادث وتسمع نفسك قبل أن تحادث غيرك . 
أنت وحدك الذي يشعر ويفكر وينطق .
أنت وحدك الذي تختار وتقرر .
وأنت من يقوم بالفعل ويصيغ الأحداث .
أنت وحدك الذي يتألم ويمرض ويتشافى .
أنت في عالم حر ؛ تطيع ، ترفض ، تضحك ، تبكي ، تحلم ، تتخيل....
فالسعادة جالبة الخير منك أنت ،والخوف والتعاسة نابع منك وحدك.
قم بتجربة واغمض عينيك ، هل ترى الحياة والعالم والناس من حولك أم تراهم بخيالك ؟ 
اغلق أذنيك بإحكام هل تسمع صوت مافي العالم حولك أم تسمع نفسك تتحدث ؟
جرب عندما تشعر بمشاعر لا يعلمها إلا الله كضيق مثلاً أو حزن نتيجة عدم فهم الآخرين لك ، أو صراع داخلي عندما يكون هناك معركة بين أفكارك ومشاعرك ورغباتك ومنطقك هل يشعر أو يعلم أحد من العالم الخارجي بحقيقة هذه المشاعر ؟
قم بتجربة بأن تفكر ،هل يرى العالم الخارجي أفكارك والعمليات التي يقوم بها عقلك ، والمسارات العصبية بكل طرقها والتي تسير من خلالها أفكارك ،لتأمر حواسك بالقيام بأي أمر تأمرك به عضلاتك الصغيرة والكبيرة ؟.



انظر من خلال مكبر المجهر إلى خلاياك المتنوعة لكلك الداخلي ، هل يراها العالم الخارجي ، بل هل تراها أنت ؟! .
هذا هو كونك ، بقيادتك أنت ، بحضورك ،بمراقبتك لما يدور بعالمك الداخلي ، بإنصاتك لنفسك وتقويمك لها بشكل دائم ، لأنها هي مؤسستك الذاتية التي يقوم عليها اكتشاف جوهرك الحقيقي، لأنها  المحاسَبة على أداء مهمتها .
فأنت أيها الكيان الحر في عوالمك ، عوالم الروح والنفس والعقل والجسد ، بيدك أن تحدد داؤوك لأنه فيك وقد تكون أنت من أضعفه ليكون عرضة للتلف أو العطب أو الألم ، وتجد داؤك لأنه منك حين تنصت للنبضات المتموجة في أقل جزيء في كل خلية من خلايا جسدك ، المادية منها والأثيرية  المستمدة من محيط نور الخالق العظيم .
لتنير بنور الله خلايا خيالك وتصوراتك بتأملاتك وصلاتك ودعائك لتتصل بقدرات الخالق العظيم وتستمد من قدراته ما يجعلك في الحالة والمكانة التي تريد .



د. مريم عبداللطيف الرجيب 
دكتوراه بعلوم الطاقة ، باحثة في كل مايتعلق بتنمية الذات الإنسانية 
منذ عام ١٩٩٥
من لغة الجسد ودلالة خط اليد ، القراءة التصويرية، العلاج بخط الزمن ، وغيرها 
مدربة في فن إعادة برمجة الذات 
ومعالجة بالثيتا هيلنغ وبالتوجيه الشخصي الكوتشينج 
مؤلفة 
شهادة جامعية باللغة العربية والتربية



لدي ترخيص لشركة للإستشارات التربوية والتنمية الذاتي

جميع المقالات حصرياً علي موقع مجلتي