أثناء الحرب الباردة دأب العلماء الروس على محاولة لإستكشاف باطن الأرض وذلك في منطقة تقع عن الدائرة القطبية الشمالية تسمى "شبه جزيرة كولا" وهي منطقة تلتقي فيها الغابات مع الثلوج ويقبع بها مركز الأبحاث الروسي , ومن المعروف ان الكساد العالمي الذي حدث بعد الحرب العالمية دفع الدول العظمى الى محاولة السبق في الإكتشافات العلمية وكان هدف العلماء هو إختبار المعدات التكنولوجية الحديثة والعمل على الوصول الى أعمق نقطة في القشرة الأرضية.. وأستمر العمل على حفر " بئر كولا" كما سمي حوالي العشرين عاما ووصل عمق الحفرة الى 12.2 كم وهو مايمثل ثلث القشرة الأرضية والتي يبلغ سمكها الأربعين كيلو ثم تأتي طبقة أخرى تسمى الوشاح ويبلغ سمكها 1400 ميل وبعد ذلك تأتي النواة او مركز الأرض .

ولا يمثل ما تم حفره سوى اقل من واحد في المائة من سمك الأرض وهو مايعني بإستحالة الوصول الى مركز الأرض هذا بالإضافة الى أسباب اخرى من الممكن ان تؤدي الى كوارث بيئية في حالة استكمال عمليات حفر كهذه لأنها تعمل على حدوث شروخ في القشرة الأرضية الكونية وبالتالي ستزيد نسبة الزلازل والبراكين التي قد تدمر الأرض بأكملها..

وبالفعل في عام 1992 تم وقف عملية الحفر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ووصولها الى 180 درجة وعدم قدرة معدات الحفر على تحمل درجات الحرارة العالية,

ومن المعروف ان في عام 1961 قامت دولة الولايات المتحدة الأمريكية بتجربة تسمى "موهول" وكان الهدف منها الوصول الى طبقة الوشاح وذلك عن طريق الحفر في اعمق نقطة في المحيط الهادي حيث تكون القشرة الأرضية هشة وقابلة للحفر تحت الماء ولكنت لم تكتمل تجربة الحفر لعدم وجود وسائل حفر قادرة على النزول الى تلك الأعماق ولكن قد تم تلك التجربة مرة أخرى خلال السنين القادمة...