قواعد السطوة 1
“السَطْوة أشبه بالمرأةِ الفاتنة، سيئةِ السمعة، يطلُبُها الجميع، ويتبرأ منها الجميع!”
كتاب قواعدُ السَطوة أو كيف تُمسِكُ بِزِمامِ القوّة، هو كتابٌ عمليٌ لفُنونِ المُراوغة والاستدراج. لخّصَ فيه روبرت جرين القواعدَ التي تَحكُمُ التجارِبَ البشرية، مُوفِّرًا فَهْماً للاستراتيجيات التي يتبعُها البشرُ، لحِيَازة السَطْوة.
إنّ مَعرِفَتَك بهذه القواعد، ستفتحُ لك الطريقَ لتصحيحِ مَسَارِك، واكتسابِكَ لمكانةٍ جديدةٍ في تَعَامُلاتِكَ القادمة، كما أنّ هذه المَعرفة، ستُمكِنُكَ من مَنْعِ الآخرين من استغلالك.
اخفِ نواياك وقل دائمًا أقلَّ مما هو ضروري
لكي تمتلك السَّطْوة، احرص على مظهرِكَ ولا تتكلم كثيرًا. كلامُكَ القليل سيُظهِرُكَ بصورة أكبرَ من حجمك، وذلك لأنه يدفعُ الآخرين للتفكِيرِ حولَك، مُحاولينَ تَفسيرَك وفَهْمَك، وأنت بصمتِك، ستجعلُ مَهَمّتَهُم أصعبَ في اختراقِك.
إجاباتُكَ المُقتضبة، ستجعلُ الناسَ في حالةٍ دِفاعية، وسيبدأون في طرح الأسئلة حولَك. سيمكنُكَ الصمتُ من خَلْقِ هَالةٍ من العُمقِ والوَقَار، فتتَّسِم أفعالُكَ وكلماتُكَ بالسَّطْوَة.
أيضًا، الكلامُ القليلُ، سيساعدُك على أن تكونَ مختلفًا عن معظمِ الناسِ، الذين يَبْدُونَ ككتابٍ مَفتوح، يستطيعُ الجميعُ قِراءَتَه، ومعرفةَ آرائِهم وأهدافِهِم وخُطَطِهم، بل وحتى نواياهُم حولَ مُعظمِ المسائلِ والأحداث. كما أنّكَ بالصمتِ ستكونُ أقلَّ عُرضةً لقولِ شيءٍ يُهدِدُ مَكانتك أو يُوقِعُكَ في المشاكل.
لا تكن صريحًا. الكثيرُ من الناسِ يعتقدون أن الأُسلُوبَ الصريحَ والعفويَّ، هو ما سيجعلُهُم يَكْسِبُون قلوبَ الآخرين، ولكن في حقيقةِ الأمر، ذلك ليس صحيحًا؛ فالصراحةُ تجرحُ الناسَ وتُنفِّرُهُم. الجميعُ يُحِبُّ أن يسمعَ الكلامَ الجيدَ فقط، وليس ما تعتقدُهُ أنت وتتبناهُ من حقائق، التي قد تكونُ قاسيةً وقبيحة. وأضِف إلى ذلك بأن وضُوحَكَ وصراحتَكَ سيجعلانَكَ مَكشوفًا، وبالتالي سيصعُبُ عليكَ جدًا اكتسابُ احترامِ الناسِ، والهيبةِ من جانبِهِم، وهذانِ شرطانِ أساسيانِ لاكتسابِ السَّطْوة.
يمكنُكَ أن تتحدثَ عن نواياكَ وأهدافِكَ، ولكن غيرِ الحقيقية، وبالتالي تكونُ قد كسِبْتَ نظرةَ الناسِ الجيدةَ نَحْوَك، فَيَرَوْنَكَ مُنفتِحًا ودودًا وأهلًا للثقة. وأيضًا تكون عتّمْتَ نواياكَ الحقيقية، وسَمَحْتَ لأعدائِكَ بِمُطاردةِ الأوهام.
اجعل الناسَ مُعتمِدِين عليك واستدرجْهُم لفعلِ ما تُريد
اجعل الناسَ مُعتمدين عليكَ بصورةٍ لا تسمحُ لهم بالاستغناء عنك، بأن تكونَ مَهَاراتُكَ نادرة، وأعلى مما هو سائد. بالطبع يمكنُكَ فِعْلُ ذلكَ بأن تجتهدَ وتُطوِّرَ نفسك. عندما تُحقِّقُ ذلك، ستمتَلِكُ سَطْوَةَ تُلامِسُ عَنانَ السماء.
اجعل الآخرين يعملون نيابةً عنك. استفد منهم، ولكن احتفظ أنتَ بالتقديرِ والفضل. هذا لن يوفِّرَ عليك الجُهدَ والوقتَ فحسْب، بل سُيعطي عنك صورةً أُسطوريةً من الكفاءةِ والسُرعة، فعادةً ما يتِمُّ نِسْيَانُ الناسِ الذين ساعدوك، وتحتفظُ وحدَكَ باللَّقَبِ وتُرسَّخُ في الذاكرة.
احرص على أن يتمَ تكريِمُكَ على أيِ مجهودٍ قُمتَ به، فذلك أهمُّ من المجهودِ نفسِه. ركِّزْ أنظارَ الناسِ وعِرفانَهُم على شخصِكَ أنت، بغضِّ النظرِ عن أيِ شيءٍ آخر.
الطريقةُ التي تَستخدمُهَا لطلبِ العون، يجبُ أن تعتمدَ على إظهارِ النفْعِ والفائدةِ، التي سيَجنِيها الطرفُ الآخر، من تعاونِه معك، فمخاطبةَ العواطفِ والعرفان، لن تُؤثرَ في الناس، ولكن المصلحةَ هي الرافِعَةُ التي يُمكنِهُا تحريكُ الناسِ، وجعلِهِم لا يرفضون لك طلبًا، وبعد أن تستدرِجَ الناسَ بالمكاسِب، ستكونُ أوراقُ اللّعِبِ الرابحة، بين كفَّيِ يديك، وعندها تستطيعُ فَرْضَ شُرُوطِك.
ربما تعتقدُ كمُعظَمِ الناس، أنَّ السَّطْوةَ تأتي من الشدةِ والحزم، ولكن في الحقيقة، إنَّ أفضلَ أُسلُوبٍ تنالُ به السُلطة، هو أن تتعلمَ ضبطَ النفسِ، وأن تنأى بنفسِكَ عن المواجهةِ غيرِ المَدْروسة. عليك مراعاةُ انفعالاتِكَ والسيطرةُ على غضبك، ودفعُ عدوِكَ واستغلالُ مَيْلِهِ الطبيعي للاستجابة للغضب، بسببِ استفزازِكَ له، فتتحكمُ به.
جميع المقالات حصرياً علي موقع مجلتي